Ma7moud ... says


2008/12/19

من هم الجن وماهى تكاليفهم

حقيقة الجن
....................




بســـــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــــــم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
استقر في اذهاننا ان الجن كله شلكه مخيفف إذا سالت احد عن اشكال الجن
يقول لك : أنا عارفهم كويس عـيـنــيـهم بالطول وجسمهم مليان شعر ورجله زي المعزة
وهذه الحقيقة ليست كاملة فإن الجن ليسوا كلهم شكل واحد بل اصناف وانواع وفرق
كما ذكر القرآن الكريم قول الجن وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)..... سورة الجن
طرائق قددا يعني انواع وفرق (من تفسير القرآن) ومعنى هذا ان الجن ليسوا كلهم نوع واحد بل انواع وديانات
بسم الله الرحمن الرحيم:{وَأَنّا مِنّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـَئِكَ تَحَرّوْاْ رَشَداً * وَأَمّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنّمَ حَطَباً } .. سورة الجن
انواع قبيحة المنظر جدا
و أنواع لها شكل مقبول و أنواع جميلة المنظر
قد لا يصدقني احد اذا قلت ان هناك انواع من الجن على درجة عالية من الجمال حيث بياض البشرة و لون العينين وحتى شعر الرأس جميل جداونوع اخر يشبه الانسان مع اختلاف حجم بعض الاعضاء مثل حجم الرأس يكون كبير والاطراف ايضا طويلة بعض الشئ وانواع في اشكال كائنات مثل الاسد او القرد او النسر أو جمل .... إلخ
أما الاشكال المخيفة فهي كثيرة جدافمثلا تجد من له قرنان طويلان يمتدان خلف رأسه على شكل قوس و تشبه العظم الذي يتكون من حلقات والجسد يكسوه الشعر بطريقة تشبه جلد البقرة
وأخر عيناه حمراء ، واحيانا تجد من هو قرونه تصعد من جوار مكان الاذن الى اعلى ويلبس حرملة فربما يكون مقاتل والعجيب ايضا شكل العين فليس كلها بالطول كما يظن البعض ولكن هناك من هو عيناه سوداء كبيرة تميل بزاوية في اتجاه الانف تشبه عين البقرة أو الماعز كما ان هناك من له عين واحدة فقط في منتصف وجهه وشكله يشبه الوحش
وأخر له اكثر من عينان وأنواع عيناها مستديرة
وهناك من عيناه لها بريق عجيب جدا
وأخر له نظرة عين تجعلك تشعر بالرعب
والجدير بالذكر الفصائل القوية مثل المارد والعفريت على خلاف الانواع الضعيفة مثل النوع الأرضي
فصيلة المارد تمتاز بالقوة و الضخامة المفرطة في الحجم فقد يصل حجم المارد الواحد الى حجم مبنى مكون من خمس طوابق واحيانا اكبر
والمارد له قوة وقدرات عجيبة حيث يمكن للمارد الواحد ان يقتل عدد كبير من نوع اخر في ضربة واحدة
أما العفريت فهو اقوى واخطر من المارد فقد يستطيع عفريت صغير التغلب على مارد رغم صغره و قوة المارد العملاق
ومن اقوى الانواع ايضا تلك التي سخرها الفراعنة في سحرهم لحراسة بعض المقابر وهي انواع فتاكة وخطيرة فربما يدخل ساحر من عصرنا بكل شياطينه لمواجهة جن المقبرة فيفتك جن المقبرة بكل ما يملكه الساحر من جن رغم كثرة عددهم
وهناك انواع لا تسكن كوكب الارض (مثل الازرق) ولكنه شرس غضوب يتميز بالقوة الخارقة والخطورة التي تجعل بعض المعالجين ينسحب اذا عرف هذا النوع " اللهم احفظنا وسائر المسلمين "
الجن المسلم فهناك من الجن المسلم من هو أخ لك في الاسلام يحبك في الله وربما يدافع عنك في بعض الاحيان منهم الصالح وغير الصالح مثلنا تماما منهم شديد العبادة لله عز وجل ومنهم العاصي.

الجن صنف غير صنف الملائكة وغير جنس الإنسان
....................................................
فالملائكة: خلقت من نور
والإنسان: خلق من طين يابس كالفخار
والجن: من مارج من نار أي من أخلاط من نار

الجن مخلوقون قبل الإنسان ...؟
..............................................
قال الله تعالى
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ(1) مِنْ حَمَإٍ(2) مَسْنُون(3) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ(4)} [الحجر: 26]
قال تعالى
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا} [الكهف: 50]
ففي أمر سجود إبليس الذي هو من الجن لآدم عليه السلام دلالة واضحة على أن الجن مخلوقون قبل آدم

الجن يتناسلون ولهم ذرية ...؟
...............................
قال الله تعالى
{ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا} [الكهف: 50]
فقد نص القرآن على أن له ذرية
قال الله تعالى
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ(1) بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(2)} [الجن: 6
فحيث كان في الجن رجال ففيهم الإناث وذلك يقتضي التناسل
إن من شأنهم أن يرونا من حيث لا نراهم وهذا في شأن خلقتهم الأصلية
قال الله تعالى
{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وقبليه مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27]
إن من شأنهم أن يتشكلوا بصور مختلفة كصورة إنسي أو حيوان فنراهم عندئذ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
وكلني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته
وقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت صباح اليوم التالى
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة...؟
فقلت يا رسول الله حاجاتة شديدة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله
فقال صلى الله عليه واله وسلم : أما إنه قد كذبك وسيعود
قال أبو هريرة: فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته
فقلت: لأرفعنك إلى رسول صلى الله عليه واله وسلم
فقال: دعني فأني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت
فقال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة...؟
قلت: يا رسول شكا حاجة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله
فقال: أما إنه قد كذبك وسيعود
وقال أبو هريرة: فرصدته الثالثة
فجاء يحثو من الطعام فأخذته
فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وهذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود...!
فقال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها
قلت وما هي ...؟
قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... }
حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ...؟
قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله
فقال صلى الله عليه واله وسلم : وما هي ...؟
قلت : قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية
وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح
فقال صلى الله عليه واله وسلم : أما أنه صدقك وهو كذوب
تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة...؟
قلت : لا
فقال: ذاك شيطان الجن لهم قدرات كبيرة ومهارات عالية وقد أخبر سبحانه عن قوة الجن وأن منهم العفاريت الأشداء الأقوياء
فسخر لسليمان جنوداً قوية من الجن تعمل بين يديه يقومون له بأعمال البناء والغوص في البحار والأعمال الصناعية الكبيرة
والقدور الراسية والأعمال الفنية كالتماثيل والمحاريب إلى غير ذلك من أعمال كبيرة مختلفة.
قال الله تعالى : {قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} [النمل: 39]
وذلك أن سليمان عليه السلام لما أراد إحضار عرش بلقيس إلى مقام سليمان من مسافات بعيدة،
انبرى عفريت من الجن أنه هو يأتيه به قبل أن يقوم سليمان من مقامه
فهذا التعهد من العفريت الجني والتزامه إحضار ذلك العرش مع قطعه تلك المسافات الشاسعة دليل على شدته وقوته وقدرته الكبيرة.
قال تعالى
{يَعْمَلُونَ لَهُ(5) مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ(6) وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ(7) اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} [سبأ: 13]
وقال تعالى
{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً(8) حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ(9)}
الجن يأكلون ...؟
...........................
وأن الله قد جعل زادهم من العظام وروث البهائم والفحم.
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : لا تستنجوا بالروث ولا بالعظم فإنها زاد إخوانكم من الجن. رواه مسلم والترمذي.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما قدم وفد الجن على النبي صلى الله عليه واله وسلم
قالوا: يا رسول الله انْهَ أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثه أو حممه فإن الله جعل لنا فيها رزقاً
فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . رواه أبو داود بإسناد صحيح.
إن الجن يموتون ...؟
.....................................
قال الله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ(2) لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ(3) وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي(4) وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ(5) * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ(6) فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ(7) مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} [الأحقاف: 17-18]
فهذا دليل على موت الجن طائفة بعد أخرى كالإنس
وكان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون.
أيـن يعيـش الجـن وأيـن يسكـن ...؟
.............................................
ان الجن هي أمة من الأمم وطالما أن الله عز وجل هو خالقهم فانه عـزوجل لم يخلق عباده عبثا ولم يتركهم هملا تماما ككل المخلوقات في السماء أو فـي الأرض أو في جوف البحر
فان لكل نظامه وحياته فالسمك يعيـش في المـاء ولـو أخرج منه لمات
و الانسان والطير وكثير من الحيوان الذي يعيـش فـوق الأرض لو أدخل في البحر لماتوا جميعا
لأن الخالق سبحانه جعل لكل نظام وغذاء و حياة تختلف عن الأخر.
والجن لهم حياتهم ومعاشهم و أكلهم وشربهم ولهم أماكن يسكنـون فيها أو مختصة بهم وقد يشاركوننا في بعض الأماكن .
فهم يسكنون في الأحراش والخرابات وبيوت الخلاء وفي مواضع النجاسات والمقابر
وكما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية
يأوي الى كثير من هذه الأماكن التي هـي مأوى الشياطين الشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين ويتواجدون في أماكن اللهو وفي الأسواق حيث يكثر تواجدهم لاضلال الناس وافسادهم .
فالجن أيضا تعيش في منازلنا ومعنا ولكن لا نراهم وقد يأكلون معنا ويشربون معنـا من حيث لا نراهم لاستتارهم عنا
لقوله عز وجل ( انه يراكم هـو و قبيله من حيـث لا ترونهم )
الا انه قد يتشكل في بعض الأحيان فـي قصته مـع أبي هريرة رضي الله عنه
الجن مطالبون بالتكاليف الشرعية ...؟
...........................................................
الجن مكلفون كما أن الإنس مكلفون بالتكاليف الشرعية وقد يختص الجن بأحكام لا يكلف بها الإنس وكذلك قد يختص الإنسان بأحكام لا يكلف بها الجن لاختلاف عن بعضهما البعض
قال الله تعالى
:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130].
وقال تعالى إخباراً عن الجن: {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا(8) وَلا رَهَقًا (9)} [الجن: 13]
دلت الآيتان على أن الجن مكلفون كتكليف الإنس وتوجه الخطاب الشرعي عليهم كما هو في الإنس.
وقال تعالى في شأن الجن
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
[الأحقاف:29-32]
ومما يظهر في هذه الآيات أنهم مكلفون وأنهم قالوا لقومهم
يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به فهم مأمورون بإجابة الرسول وتصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر به صلى الله عليه واله وسلم.
بلوغ دعوة الرسل إلى الجن ...؟
...............................
قال الله تعالى
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ * ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} [الأنعام: 130-131]
فهذا إقرار من الجن والإنس بأن الرسل قد بلغت وأوضحت وأنذرت والكافرون منهم يشهدون على أنفسهم بالكفر وأنهم غرتهم الحياة الدنيا
ثم نبه الله سبحانه وتعالى بعد اعترافهم وإقرارهم بإقامة الحجة عليهم بأن الله لا يعذب قوماً لم يرسل إليهم من ينبههم من غفلاتهم ويوقظهم من سكراتهم ويخرجهم من ظلماتهم حتى لا يبقى عذراً لمعتذر ولا حجة لمن يحتج حتى إذا عذبهم عذبهم بحق وعدل.
بلوغ دعوة رسول الرحمة إلى الجن ...؟
.................................
إن بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم عامة إلى الجن والإنس وقد بلغ رسول الله دعوته إلى الجن دون شك ولا ريب.
قال الله تعالى
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]
وقد بلغ الرسول صلى الله عليه واله وسلم القرآن للجن قال الله تعالى
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 1-2]
قال تعالى
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}
وهذا يثبت بلوغ دعوته إلى الجن قطعاً وكان ذلك عن طريق توافدهم عليه واستماعهم إليه صلى الله عليه وسلم وعن طريق ذهابه إليهم وقراءته عليهم وسؤالا تهم وجوابا ته لهم
عن علقمة قال: سألت ابن مسعود رضي الله عنه هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليلة الجن ...؟
قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمستاه في الأودية والشعاب ...!
فقيل استطير...؟! أو اغتيل ...؟!
قال ابن مسعود: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء
فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم
فقال صلى الله عليه واله وسلم : أتاني داعي الجن فذهبت معهم فقرأت عليهم القرآن (22).
قال ابن مسعود: فانطلق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه عن الزاد
فقال: كل عظم ذكر اسم الله يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً وكل بعرة أو روثه علف لدوابكم.
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم" رواه مسلم.
وعن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا.
فقال: لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم ...!
كنت كلما أتيت على قوله تعالى : {فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
قالوا: لا شيء من نعمك ربَّنا نكذب، فلله الحمد.
أصناف الجن ...؟
...........................
الجن أصناف متعددة منهم الصالح وغير الصالح
قال الله تعالى إخباراً عن قول الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} [الجن: 11]
ومنهم المسلم والكافر
قال الله تعالى إخباراً عن قول الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ(1) فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا(2)* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن:14-15]
{وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأنعام: 130]
والجن أصحاب آراء مختلفة ومشارب متفرقة وطرق متعددة
قال الله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (3)} [الجن: 11]

إبليس من الجن ...؟
...........................
قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ(1) عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف: 50]

الكافر من الجن يسمى شيطاناً ...؟
.....................................
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}

عداوة الشيطان للإنسان ...؟
.........................................
قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6]
ومن عداوة الشيطان للإنسان: أنه يزين للإنسان أعماله من كفر وطغيان وفساد
قال الله تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمْ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 63]
وقال تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24]
وأنَّ الشيطان يثير ويوقع العداوة والبغضاء بين الناس ويصد عن سبيل الله
قال الله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ}
وأن الشيطان يوقع الشرور ويفسد ذات البين:
قال الله تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ(2) بَيْنَهُمْ} [الإسراء: 53]
وأن الشيطان يعد الإنسان بالفقر واليأس ويأمره بالفحشاء
قال الله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268]
وأن الشيطان يسعى في تحزين الإنسان
قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ}[المجادلة: 10]
وأن الشيطان يقذف في قلب الإنسان الظنون السيئة والأباطيل
عن الحسين بن علي عليهما السلام أن صفية زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم قالت
كان النبي صلى الله عليه واله وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه واله وسلم أسرعا
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم:على رِسلكما إنها صفية
فقالا: سبحان الله يا رسول الله...!
فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً / أو قال شيئاً متفق عليه
وأن الشيطان يوسوس للإنسان
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : يأتي الشيطان أحدَكم فيقول: من خلق كذا ...؟
حتى يقول: من خلق ربك ...؟
فإذا بلغه فلتستعذ بالله ولينته.والمعنى فليترك هذا الخاطر الباطل وليفكر بالأمر الحق لئلا يسيطر عليه الشيطان بذلك الوسوسة الفاسدة.
مدى تأثير الشيطان على الإنسان ..؟
..............................................
إن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا فلا سبيل له عليهم إنما سبيله على الذين اتبعوه
قال الله تعالى: {إِن عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42
عمل الشيطان في نفس الإنسان ينحصر بالوسوسة الخفية، فالمؤمن يطرد هذه الوسوسة بفضل الاستعاذة بالله والذكر
أما غير المؤمن فيستجيب لوسوسة الشيطان وينساق إلى طريقه، فيتسلط الشيطان عليه ويمده في الغي ويزين له الشر والضلالة
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ(3) مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ(4) فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ(5) مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا(6) فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ(7) ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ(8)}
هل الجن تخبر بعلوم أو أخبار غيبية أو غير غيبية للإنسان ...؟
.................................................................
العلوم والأخبار على قسمين
القسم الأول
علوم تتعلق بالأمور المشهودة أو الأخبار عن الوقائع الماضية قد تلقي الجن هذه العلوم أو علوم لم تبلغنا وقد بلغت للجن على قرنائهم من الكهان ويجب أن لا نثق بكلامهم لأنه لا يوجد مقاييس عند الإنسان لمعرفة الكاذبين منهم والصادقين.
القسم الثاني
علوم غيبية: إمَّا أن تكون استأثر الله بعلمها وهذا لا يمكن لنبي مرسل ولا ملك مقرب ولا جني ولا إنسي معرفة شيء منها
فإذا أخبرت الشياطين وادعت أنه من علم الغيب مما استأثر الله به فإنه كذب وافتراء على الله
قال الله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: 65]
وإما أن تكون من المغيبات التي قضي أمرها في السماء وأصبحت معلومة لبعض الملائكة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر الذي قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم. رواه البخارى
فالجن قد تسترق السمع من الملائكة بعد نزولها إلى جو الأرض وتخبر الكهان ولكن لا نثق بأخبارهم لأن دأبهم أن يكذبوا.
أمَّا استراق الشياطين السمع من السماء فقد منعوا منه بالشهب
عند بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى إخباراً عن الجن {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا(1) وَشُهُبًا(2) * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا(3)} [الجن: 8-9]
ولا يجوز أن يتلقى المرء أي خبر من الشياطين وكل من يفعل ذلك فهو آثم عند الله عز وجل
قال الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلقونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}

مصير الجن في الآخرة ...؟
.......................................
إن كفار الجن هم في النار يوم القيامة
قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا(1) لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ} [الأعراف: 179]
وقال تعالى: { وَتَمَّتْ(2) كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119]
قال الله تعالى: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ(3) مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ(4) وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة: 13]

إن الجن خلقوا من نار فكيف تؤثر فيهم نار العذاب في الآخرة ...؟
.......................................................................
لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا ناراً أو أن النار لا تؤلمهم فإن الإنس من تراب ولكن ليسوا تراباً بل أنشأهم الله تعالى وطورهم وصورهم ولو أن إنساناً وقع عليه تراب كثيراً وهدم عليه بيت من التراب لهلك ومات أو استغاث من الآلام والأوجاع وهكذا الجن خلقوا من نار ولكنهم ليسوا ناراً بل أنشأهم الله تعالى وطورهم وصورهم وإن النار تؤلمهم وتحرقهم وتعذبهم
وإن مؤمنين الجن في الجنة
قال الله تعالى إخباراً عن الجن: {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّابِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا} [الجن: 13]
والمعنى من آمن بربه فلا يخاف نقصان الثواب ولا الزيادة في العقوبة
وهذا نظير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا(5)} [طه: 112]
وقال تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ(6) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ(7) إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 56-57]
وقال تعالى: {حُورٌ(1) مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ(2) * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 72 - 75]