مراحل ماقبل الخلق .. الجزء الاول
بسم الله على بركة الله
قال الإمام أحمد في مسنده عن ابن رزين قال : قلت يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه ..
قال : كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وكلمة عماء تعني وكلمه عماء تعنى سحاب او فراغ لاشيئ معه
عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء) (صحيح مسلم
نتكلم عن مراحل الخلق كيف بدأ .. كان الله عز وجل لم يكن معه شيء فهو الاول جل وعلا .
أول ما خلقه الله العرش دلّ على ذلك
ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر بن العاص أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم قال صلّى الله عليه وسلم: لقد كان عرشه على الماء).
فكتب الله ما قدّر للناس قبل أن يُكتب، وثمّ خلق العرش.
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (خلق الله تعالى أربعة أشياء بيده: العرش، والقلم، وآدم، وجنة عدن، وباقي سائر الأرض) فكان يقول كن فيكون؛ فالعرش مخلوق عظيم يضل به الناس يوم القيامة. القلم هناك العديد من العلماء قالوا إنّ أول ما خلقه الله تعالى هو القلم
فقال عبادة بن الصامت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟، قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)
الماء عندما خلق الله تعالى القلم كان العرش موجوداً على الماء
فعن أبي هريرة قال: (قلت: يا رسول الله مم خلق الخلق؟، قال: (من الماء))
السموات والأرض جاء خلق الله تعالى للأرض ثمّ السماء
لقوله تعالى: ( الله الذي جعل لكم الأرض قراراً، والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين).
مراحل خلق السموات والارض
مرحله الرتق والفتق
فالآيه هنا تشير إلى أن السماوات والأرض أي الكون وما بُثَّ في أرجائه من نجوم ومجرات وكواكب وشموس وأقمار كان شيئاً واحداً، أي مادةً واحدةً وكتلةً واحدةً ثم انشطرت هذه الماده وفتقت وتفجرت فانفصلت السماوات والأرض، وتباعدت أجزاؤها فصارت عالماً عظيماً مترامي الأطراف.فجعلها سبع سموات وسبع ارضى وبين الطبقة و الطبقة مسيرة خمسمائة عام .. {اللّهُ الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ يَتَنَزّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنّ لّتَعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنّ اللّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَيْءٍ عِلْمَا} وهو قوله تعالى:(( ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي ))
اسماء طبقات الارض
الطبقة الاولى: اسمها* أديما الطبقة الثانيه : اسمها* ثقيلا الطبقة الرابعة: اسمها* بطيحا الطبقةالخامسه: اسمها* حينا الطبقة السادسه: اسمها* ماسكه الطبقة السابعه: اسمها* الثرى
اسماء طبقات السماء
اسم السماء الدنيا الاولى - رقيع- وهي من دخان، اسم السماء الثانية - قيدوم - وهي على لون النحاس،،
واسم السماء الثالثة -الماروم - وهي على لون النور، واسم السماء الرابعة -أرفلون - وهي على لون الفضة،،
واسم السماء الخامسة -هيفوف- وهي على لون الذهب، واسم السماء السادسه - عروس - وهي ياقوتة خضراء،
واسم السماء السابعة - عجماء - وهي درة بيضاء
عن ابن عباس قال : دخل علينا رسول الله ونحن في المسجد وقال : فيما أنتم .
قلنا : نتفكر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت .
قال ﷺ : { أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق ، فأن الله خلق ما شاء لما شاء ، وتعجبون من ذلك أن وراء (قاف) سبع بحار كل بحر خمسمئة عام , ومن وراء ذلك سبع أرضيين يضيء نورها لأهلها
، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة ، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح ، ومن وراء ذلك ظل العرش وفي ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون ان الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس ، وهو قوله تعالى {ويخلق ما لا تعلمون} }
مرحلة خلق السماوات والأرض
قال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف 54).
هذه هي المرحلة الثانية ... إذن إجمالي خلق السموات والأرض وما بينهما ستة أيام، وكان الله جل جلاله يستطيع أن يخلق السموات والأرض بكلمة كن ... فيكون. وقد فصل هذه الأيام الستة كالتالي: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) ) (فصل
مرحلة دحي الأرض
قال عز وجل (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)) (النازعات)
هذه هي المرحلة الثالثة ... من مراحل الخلق حسب التصور القرآني. فقد رُوِيَ أن العرش العظيم كان قبل خلق السماوات والأرض على الماء، ثم إنه جل جلاله أحدث في الماء اضطراباً فأزبد فارتفع منه دخان، فأما الزبد فبقي على وجه الماء فخلق فيه اليبوسه فجعله أرضاً واحدة، ثم فتقها فجعلها أرضين. وأما الدخان فارتفع وعلا فخلق منه السماوات. بالتالي ندرك أن خلق جرم الأرض مقدم على خلق السماوات لكن دحوها وخلق ما فيها مؤخر عنه. وجاء في تفسير القرطبي (الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء، فسما عليه، فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين). الأصل الذي انفصل منه الكون وتتكون منه النجوم هو: السديم (الدخان)
قال تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت 11).
ما الذي جرى للأرض بعد انفصالها ؟ انفصلت الأرض من كتلة سديمية دخانية ملتهبة ... ولم يكن لها سطح، ثم وجد،
قال تعالى (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (الغاشية 20) أي أنه لم يكن لها سطح ثم سطحت بسطح رقيق جداً، ثم نزلت شهباً وانفجرت في جسم الأرض الذي لا يزال نارياً ملتهباً، فأخذت القشرة تبرد بسبب ملامستها للجو (فلو فتحنا الكرة الأرضية نصفين لوجدناها من وسطها ملتهبة كالبطيخة). ثم حدثت براكين ودوامات نشطة داخلية في باطن الأرض الملتهبة، وبهذه البراكين تكونت أول بداية للغلاف الهوائي. وهنا بدأت الجبال والبحار وبدأت السَّحاب ومنها يسقط المطر.بينت الدراسات أن القارات لم تكن موجودة ولم تكن هناك قشرة أرضية سميكة وإنَّما كانت قشرة رقيقة سرعان ما تلاشت ثم بدأت القشرة الأرضية تتكون عن طريق البراكين حتى تكونت القارات.من هذا الوجه). وعلمنا أن للجبال جذوراً لتقوم بوظيفتها وهي تثبيت القشرة الأرضية بأكملها
مرحلة توسع الكون
قال تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات 47).
هذه هي المرحلة الرابعة ...
قال عز وجل (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات 47). تعطينا هذه الآية الكريمة مشهد آخر لخلق الكون وتطوره، وهذا هو الطور الرابع لحركة الكون، فبعد الانفجار العظيم هبطت درجة الحرارة وبدأت بالتبرد والتوسع والتمدد ..
عن عبدالله بن مسعود قال رسول الله (ما بينَ سماءِ الدُّنيا والَّتي تليها مسيرةُ خمسِمائةِ عامٍ وما بينَ كلِّ سماءَينِ خمسُمائةِ عامٍ وما بينَ السَّماءِ السَّابعةِ والكرسيِّ مسيرةُ خمسِمائةِ عامٍ وما بينَ الكرسيِّ والماءِ خمسُمائةِ عامٍ والعرشُ على الماءِ واللهُ جلَّ ذكرُه على العرشِ يعلَمُ ما أنتم عليه.
وهذا ينفي من يقول أن الكون جامد لا حراك فيه ولا حركة. فلقد أكدت جميع الأبحاث الحديثة أن جميع المجرات تتحرك مبتعدة عنا وبسرعات فائقة. وعن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: ( خلق الله التربة يوم السبت / وخلق الجبال فيها يوم الأحد / وخلق البحر فيها يوم الاثنين / وخلق المكروه يوم الثلاثاء / وخلق النور يوم الأربعاء / وبثّ فيها الدواب يوم الخميس / وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة .. آخر خلق خُلِق في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة.
ان شاء الله فى (الجزء الثانى) مراحل تسكين اهل الارض والسماء
اخى القارئ لاتنسنا بصالح الدعاء